في المحاضرة التي ألقاها الاثنين 12 جمادى الآخرة 1429هـ بجامعة قطر بحضور الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيس الجامعة ونوابها وعمداء الكليات وعدد كبير من الطلاب الأمريكيين والغربيين الذين يدرسون بالجامعة ، أكد القرضاوي أن الإسلام بريء من المشكلات التربوية والاقتصادية والحضارية التي يعاني منها العالم العربي، لأن الحضارة الإسلامية التي شيدها الأجداد سادت العالم لعدة قرون وخرجت عباقرة لا تزال البشرية إلى اليوم تنهل من معين عطائهم من أمثال الخوارزمي، وابن رشد، وابن النفيس، وابن خلدون ، وغيرهم.
وتناولت المحاضرة ، كما أوردت صحيفة الشرق القطرية ، تأثير الإسلام ومرجعيته بالنسبة للعالم العربي وجوانب من تأثير الإسلام في شخصية المسلم وشموليته ، الذي يتعامل مع مشكلات الإنسان من بداية مرحلته الجنينية إلى وفاته ، كما تناولت أسباب تخلف العرب وبيان العلاج الناجع لمشكلاتهم الحضارية.
وتحدث الشيخ القرضاوي عن الهوة الحضارية بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي ، مشيرا إلى استحالة تضييقها إلا إذا عملنا بجد وإخلاص وتفان وإتقان بحيث حققنا مراد الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا من أجله جل شأنه ، كما تحدث عن أهمية التعليم والتميز في مجال المناهج التعليمية ، لافتا إلى أن هذا التميز ينبغي أن يكون نابعا من مصالح شعوب المنطقة ولا مانع من الاستفادة من خبرات الغرب ولكن بشرط تشذيبها وجعلها أكثر مطابقة لمجتمعاتنا.
وخاطب القرضاوي الحضور الأمريكيين قائلا إنه يعارض السياسة الأمريكية بشدة ولكنه لا يعادي الشعب الأمريكي الذي يحترم الكثير من جوانب الجد والمثابرة فيه ، مشيرا إلى أنه يمكن للمسلمين والعرب أن يأخذوا الكثير من أمريكا في مجال العلوم وحسن الإدارة.
وأضاف أن مصدر هذه المعارضة هو رغبة العرب في العيش بحرية في أوطانهم بعيدا عن التدخل الأجنبي «فنحن نريد أن نسوس بلادنا بعقولنا لا بعقول غيرنا واملاءاتهم».
وألقى القرضاوي الضوء على جوانب من علاقة الإسلام بحياة المسلمين وأحكامه الشاملة كمنهج حياة ودستور يمكن المسلمين من النهضة لو أنهم اتبعوا ما يفرضه عليهم بعيدا عن التأويل المخل والتعامل معه بانتقائية جلبت الكثير من الشرور على الأمة وجعلت الكثيرين يفهمون الإسلام بشكل خاطئ.
وحول وضع المرأة في الإسلام أشار القرضاوي إلى تكريم الإسلام للمرأة ودورها المحوري في حياة المجتمع المسلم ، ما ينفي تهمة يكررها الكثير من الغربيين.
وختم فضيلته محاضرته بالتأكيد على أن الفهم الخاطئ للدين والتطبيق الخاطئ له هو سبب تأخر المسلمين.