وفي مؤتمر صحفي عقده فضيلته صباح السبت 30-1-2010 بحضور د. علي محيي الدين القرة داغي رئيس لجنة القضايا والأقليات الإسلامية بالاتحاد والشيخ مصطفى الصيرفي عضو الاتحاد، لفت إلى أن المسلمين في العصر الحديث ركزوا على الحوار مع أتباع الديانات الكتابية وأهملوا الحوار مع أتباع الديانات الشرقية مثل الهندوسية والبوذية والسيخية وغيرها رغم علاقات الجوار الوطيدة بين الدول الإسلامية والدول التي تنتشر فيها هذه الديانات.
وأشار د. القرضاوي إلى أهمية هذه الندوة لكونها الأولى على مستوى حوار الأديان وللأهمية التي يمثلها الحوار مع أتباع هذه الديانات الذين يمثلون أكثر من ثلاثة مليارات نسمة، مبينا أن انعقاد هذه الندوة يعد إحدى ثمار ندوة الأقليات الإسلامية التي عقدت في الدوحة عام 2008.
وأشاد فضيلته بالجهود الكبيرة التي بذلتها لجنة القضايا والأقليات بالاتحاد التي يترأسها د. القرة داغي وتضم في عضويتها الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود رئيس المحاكم الشرعية السابق (في قطر) والشيخ مصطفى الصيرفي، ومجموعة أخرى من علماء الأمة الأفاضل الذين بذلوا جهودا كبيرة في التقارب بين الأمة الإسلامية وجيرانها أتباع الديانات الأخرى.
ولفت إلى أن اللجنة بدأت الخطوة الأولى في التوجه نحو أتباع الديانات الأخرى بعدما تم وقف الحوار مع الفاتيكان الذي كان قد بدأ عام 2001 بسبب محاضرة بندكت السادس عشر التي اتهم فيها الإسلام بأنه دين عنف ورسوله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يأت بجديد، مشيرا إلى أن اللجنة سوف تتوجه كذلك إلى إفريقيا لمعالجة العديد من الظواهر السلبية مثل ما جرى في نيجيريا مؤخرا.
وشدد القرضاوي على أن الإسلام يدعو للتسامح مع المخالفين ما داموا لم يعتدوا علينا، مقررا عدة أسس يقوم عليها التسامح أولها أن الاختلاف بين البشر في المعتقد واقع بمشيئة الله، كما أن حساب الناس على اختلافهم في الأديان لا يكون في الدنيا وإنما في الآخرة، وكذلك فإن الإسلام يحترم آدمية الإنسان لكونه إنسانا بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه، فقد قرر الإسلام العدل للجميع، مشيرا إلى أن هذه الأسس كفيلة بخلق فرص للحوار والتعايش مع الآخر.
لماذا الهند ؟
من جانبه أشار د. محيي الدين القرة داغي إلى أن الندوة المزمع عقدها استغرق الإعداد لها حوالي سنة، وقد تم اختيار الهند لبداية الحوار مع أتباع الديانات الشرقية بسبب أن الأقلية المسلمة في الهند هي أكبر أقلية مسلمة تعيش خارج العالم الإسلامي (قرابة 180 مليون نسمة)؛ مشيرا إلى الأهمية الإستراتيجية في المستقبل القريب للهند على الساحة الدولية.
وأضاف د. القرة داغي أن لجنة القضايا والأقليات بدأت قبل سنتين تقريبا في إجراء العديد من المشاورات والاتصالات بالجمعيات والمؤسسات الإسلامية الهندية عارضة عليها فكرة عقد ندوة تشاورية من أجل البحث في إمكانية توحيد صفوف المسلمين في شبه القارة الهندية، وبفضل الله لاقت هذه الدعوة القبول والترحاب من جميع الجمعيات والمؤسسات تقريبا.
وتابع: وقد عقدت هذه الندوة بفضل الله تعالى وبحضور أغلب الجماعات والشخصيات الاسلامية الهندية وكان ذلك في 202122 يونيو 2008 بالدوحة وانتهت الى عدد من التوصيات والقرارات الهامة، كما تم الاتفاق مع هذه المؤسسات على عقد ندوة مع أصحاب الديانات الأخرى في هذا البلد وفي البلدان المجاورة يشارك فيها المسلمون في الهند كجهة موحدة، ونطمح كذلك إلى فتح فرع يكون بمثابة الجهة التي ستوحد الإخوة في الهند.
وحول مبررات طرح فكرة هذه الندوة قال د. القرة داغي إن هذه المبررات تتلخص في التالي:
إن الديانات الشرقية تعتبر أكثر عددا من المسلمين والمسيحيين مجتمعين، حيث قد يصل عدد أتباعهما في الهند والصين واليابان وتايلاند وبورما وفيتنام وغيرها إلى حدود نصف سكان العالم أو أكثر تقريبا (ثلاثة مليارات).
إن أغلب المسلمين الذين يعيشون خارج العالم الإسلامي يعيشون بين أصحاب هذه الديانات (مسلمو الصين والهند وسريلانكا وبورما وتايلاند وغيرها).
السعي إلى جعل أصحاب هذه الديانات بمنأى عن التأثيرات الإعلامية والسياسية التي تقودها عديد من الدوائر الغربية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
الأهمية الإستراتجية في المستقبل القريب للصين والهند ذوي الأغلبية من معتنقي هذه الديانات مما سيجعل من ضبط علاقة احترام وحوار بينهم وبين الأقلية المسلمة أهمية قصوى في ربط علاقات تعاون بين هذين البلدين والعالم الإسلامي على عكس ما هو حاصل الآن بين العالم الإسلامي وأوربا وأمريكا كقوتين دوليتين.
إمكانية الحد من الآثار السلبية والمساهمة في معالجة بعض القضايا التي تعيشها بعض الأقليات الإسلامية في بعض من البلدان ذات الأغلبية من معتنقي هذه الديانات مثل قضايا كشمير وبورما وتايلاند.
وجود جالية كبيرة من معتنقي هذه الديانات منتشرة في الكثير من دول العالم الإسلامي وبخاصة في منطقة الخليج.
وأضاف د. القرة داغي أن الندوة ستشهد إن شاء الله حضور عدد من رجال دين هندوس وبوذيين وسيخ وجينيين من الهند وخارجها، وسيكون المدعوون بصورة عامة من وجهاء قومهم من رجال دين وساسة وأساتذة جامعات وباحثين، مشيرا إلى أنه تم إعداد عددا من الورقات المضمونية التي ستقدم في هذه الندوة بأكثر من لغة وأساسا بالأوردية، وبالعربية والإنجليزية، مشيرا كذلك إلى أن عدد المشاركين سيكون في حدود 160 مشاركا، قرابة 30 شخصية من خارج الهند والبقية من الهند بمن فيهم الجمعيات والشخصيات الاسلامية الهندية.
وعن المحاور التي ستتناولها الندوة أشار د. القرة داغي إلى المحاور التالية: أسس ومقومات الحوار بين الإسلام والديانات الشرقية، الواقع المحلي للأقلية الإسلامية في الهند، مجالات التعامل والتعاون بين المسلمين وغيرهم، علاقة المسلم بغيره في المنظور الإسلامي، الواقع المحلي للأقلية الإسلامية في الصين، الواقع المحلي للأقليات الإسلامية في بقية البلدان الشرقية.