موقع نعمان الشماري
احكم النساء 3 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
سنتشرف بتسجيلك
شكرا احكم النساء 3 829894
ادارة المنتدي احكم النساء 3 103798
موقع نعمان الشماري
احكم النساء 3 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
سنتشرف بتسجيلك
شكرا احكم النساء 3 829894
ادارة المنتدي احكم النساء 3 103798
موقع نعمان الشماري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع نعمان الشماري

منتدى الشماري ثقافي رياضي شبابي تواصل معرفه ابداع شباب الشميره -ماوية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورفضلا سجل معناالتسجيلدخولان كنت مسجل تفضل -الدخول
الثريا للالكترونيات الضالع دمت الشارع العام جوار سوماركت العاصمه الثر يا شارع عامر امام فندق الغوزي الشماري للالكترونيات والاجهزه المنزليه الشارع العام امام فرزة يريم الثريا جوده عاليه وضمان اكيد
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
السميرة السيل نزول
احكم النساء 3 Icon_minitimeالأحد سبتمبر 19, 2010 11:24 am من طرف محمد الجرباني
[احكم النساء 3 Ouuoo_12

تعاليق: 0
الثريا فون
احكم النساء 3 Icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 11:33 am من طرف ابو رشيد
]]احكم النساء 3 Ouoous13[/url][/url]

تعاليق: 1
المعرض
احكم النساء 3 Icon_minitimeالجمعة فبراير 05, 2010 9:38 am من طرف ابو رشيد
احكم النساء 3 Ouoous10

تعاليق: 1
رويال
احكم النساء 3 Icon_minitimeالخميس يوليو 01, 2010 12:40 pm من طرف ابو رشيد
احكم النساء 3 Img00112

تعاليق: 0
اجهزه رويال
احكم النساء 3 Icon_minitimeالجمعة فبراير 05, 2010 9:28 am من طرف ابو رشيد
احكم النساء 3 Img00111

تعاليق: 0
الشماري
احكم النساء 3 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 26, 2010 9:53 am من طرف ابو رشيد
احكم النساء 3 Ouoo212

تعاليق: 0
الثريا نسهل لك عناء الاختيار
احكم النساء 3 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 26, 2010 9:34 am من طرف ابو رشيد
[احكم النساء 3 Ouuoo_11

تعاليق: 2
الشميره فيديو
احكم النساء 3 Icon_minitimeالأربعاء يناير 20, 2010 11:13 am من طرف ابو رشيد
[

تعاليق: 0

 

 احكم النساء 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو رشيد
Admin



عدد المساهمات : 404
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 52
الموقع : موقع نعمان الشماري

احكم النساء 3 Empty
مُساهمةموضوع: احكم النساء 3   احكم النساء 3 Icon_minitimeالسبت يوليو 10, 2010 11:30 am

فصل (في العمرة)
والعمرة واجبة، وإذا أرادت أن تعتمر، خرجت إلى الحل، فأحرمت وطافت بالبيت، وسعت، وقصَّرت، فإذا وصلت إلى المدينة، زارت الرسول صلى الله عليه وسلّم وبالغت في الدعاء، وانفردت للصلاة في مكان لا يطلع عليها الرجال، فإذا توجهت إلى بلدها قالت: آيبون، تائبون، عابدون لربنا حامدون.

الباب الرابع والأربعون في بِرّ الوالدين
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «رضا الله في رضا الوالدين، وسَخَطُ الله في سخط الوالدين».
وعن زيد بن أرقم ـــ رضي الله عنه ـــ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: «من أصبح والداه راضيين عنه، أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، ومن أمسى والداه راضيين عنه، أمسى له بابان مفتوحان من الجنة، ومن أصبحا عليه ساخطين، أصبح له بابان مفتوحان من النار، وإن كان واحداً فواحد، فقيل: وإن ظلماه؟ فقال: وإن ظلماه، وإن ظلماه».
وعن البخاري قال: ثنا آدم قال: ثنا شعبة، قال: «ثنا سعيد بن أبي بردة، قال: سمعت أبي يحدِّث أنه شهد ابن عمر، ورجل يماني يطوف بالبيت، قد حمل أمه، وهو يقول:
إني لها بعيرها المذلل
إن ذعرت ركابها لم أذعرْ
حملتها ما حملتني أكثر
إني لها مطيّة لا أذعرْ
ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة».
________________________________________
قال البخاري: وحدثنا عبد الله بن صالح، بإسناده إلى أبي مرة مولى عقيل أن أبا هريرة، كان في بيت، وأمه في بيت، فإذا أراد أن يخرج، وقف على بابها، وقال: «السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً. فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً، ثم إذا آن يدخل صنع مثله».

الباب الخامس والأربعون في تقديمِ الأمِّ في البرِّ
أخبرنا عبد الوهاب، قال: حدثنا عاصم بن الحسن، قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال ثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أنا عبد الله بن بكر قال: حدثنا بهز عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله: من أبرّ؟ قال: «أمك، قلت: ثم مَن؟ قال: أمك، قلت: ثم مَن؟ قال: أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب».
وعن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلّم «أي الناس أحق بحسن الصحبة: قال: أمك، ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك».
وبه قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا بعض البصريين، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن في رجل حلف عليه أبوه بكذا، وحلفت عليه أمه بخلافه، قال: يطيع أمه.

الباب السادس والأربعون في البِرِّ بعد موتِ الوالدَين
عن الحسن، أن سعد بن عبادة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: يا رسول الله: إني كنت أبر أمي، وإنها ماتت، فإن تصدقت عنها، أو أعتقت عنها ينفعها ذلك؟ قال: «نعم». قال: فمرني بصدقة، قال: «اسق الماء». قال: فنصب سعد سقايتين بالمدينة.
وعن ابن عمر ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: «إنّ أبرَّ البرِّ أن يصل الرجلُ أهلَ وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّي الأب.
________________________________________
وعن أبي أسيد قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلّمجالساً، فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هل بقي من برّ والديّ من بعد موتهما شيء أبرّهما به؟ قال: «نعم. الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك».

الباب السابع والأربعون في التَّحذير من الغيبةِ وفُضُول الكَلام
عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّمأنه قيل له: ما الغيبة يا رسول الله؟ قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قال: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه».
وعن أبي حذيفة أن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ حكت امرأة عند النبي صلى الله عليه وسلّمذكرت قصرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم «قد اغتبتها».
وقيل للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحداً؟ فقال: «ما أنا عن نفسي راض فأتفرغ من عيبها لغيرها».
وقد روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «لا يستقيمُ إيمانُ عبد حتى يستقيمَ قلبُهُ، ولا يستقيمَ قلبُهُ حتى يستقيمَ لسانُهُ، ولا يدخلُ رجل الجنةَ حتى يأمن جارُه بوائقَه».

الباب الثامن والأربعون في التَّحذير من قذفِ المُحْصَنات
من عادة أكثر النساء إذا اجتمعن أن يذكر بعضهن بعضاً، ورميهن المذكورة بكل شيء، وقد عُدَّ قذف المحصنات من الكبائر.
عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «اجتنبوا السبع الموبقات»، قالوا: يا رسول الله، وما هُنَّ؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، والزنى، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» أخرجاه في الصحيحين.
________________________________________
قال: أخبرنا عبد الخالق بن عبد الصمد، قال: ثنا ابن النقور بإسناده إلى أبي شهاب الحناط، عن الليث، قال: «قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة».

الباب التاسع والأربعون في التَّحذير من فضولِ النظر
قال النبي صلى الله عليه وسلّملعلي بن أبي طالب عليه السلام: «لا تتبع النظرة النظرة».
وسأله جرير عن نظرة الفجاءة، فقال: «اصرف بصرك».
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك بإسناده إلى الأعمش في قوله تعالى: {وَقُل لّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ} (النور: 31) قال: أن ينظرن إلى غير أزواجهن.
عن محفوظ بن علقمة عن أبيه أن معاذاً رضي الله عنه ـــ رأى امرأته تطلع من كوّة، فأوجعها ضرباً.

فصل (فيما يباح للمرأة من النظر)
وينبغي للمرأة أن تغضّ طرفها عن الرجال، كما يؤمر الرجال بالغض عنها، وقد اختلفت الرواية عن أحمد بن حنبل، ـــ رحمه الله ـــ فيما يجوز للمرأة أن ترى من الرجل الأجنبي، فروي عنه، أنه يجوز لها أن ترى منه ما ليس بعورة، وروي عنه أنه يحرَّم عليها أن تنظر منه ما يحرَّم عليه أن ينظر منها.
واعلم أن أصل العشق إطلاق البصر، وكما يخاف على الرجل من ذلك يخاف على المرأة، وقد ذهب دين خلق كثير من المتعبّدين بإطلاق البصر وما جلبه، فليحذر من ذلك.

الباب الخمسون في النهي عن التسمّع لحديثِ مَن يكره استماعه
عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «من استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك».
قال: وأخبرنا المبارك بن علي الصيرفي، بإسناده إلى عمرو بن دينار قال: «كان رجل من أهل المدينة له أخت في ناحية المدينة، فهلكت، فجهزها، ولقيه رجل معه كيس فيه دنانير، فجعله في حجزته.
________________________________________
فلما دفنها ورجع، ذكر الكيس، فأتى القبر، فاستعان برجل من أصحابه، فنبشا، فوجدا الكيس، فقال الرجل لصاحبه: تنح حتى أنظر على أي حال أختي، فرفع بعض ما على اللحد، فإذا القبر يشتعل ناراً، فردّه، ودعا الرجل، فسوّى معه القبر.
ثم رجع إلى أمه قال: أخبريني ما حال أختي؟ قالت: وما تسأل عنها، أليس قد ماتت؟ قال: لتخبريني، قال: كانت أختك تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء، وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم، فتخرج حديثهم».

الباب الحادي والخمسون في التحذير من السِّحْر والكهانة والنُّجوم وإتيان أهلِ هذهِ الصناعات
قد ذكرنا في باب المحصنات أن السحر معدود من الكبائر.
وقد روى مسلم في إفراده من حديث صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».
وروى أبو داود في سُننه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول، فقد برىء مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلّم.
وأخبرنا موهوب بن أحمد قال: أنبأنا علي بن البسري، بإسناده إلى عبد الله قال: «من أتى ساحراً، أو كاهناً، فصدّقه بما يقول: فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلّم.

فصل (في حكم الساحر والكاهن والعرّاف)
واعلم أن الساحر عند أصحابنا كافر، وكذلك الساحرة، وقال ابن عقيل: إنما هو كافر للنعمة، وليس في السحر إلا صناعة تعود بفساد أحوال، وقتل نفوس، وهذا القدر بالمباشرة لا يحصل به الكفر.
وحد الساحر ضربه بالسيف، قال أحمد: يقتل من غير استتابة. وعلل أصحابنا بأنه في الغالب يكتم سحره، فإن أقرّ بقتل معين قتل حداً، أو إصلاحاً للإسلام، وكانت الدية في ماله للمقتول، ليجمع بين المصلحة الكلية، وحق أولياء المقتول، وإذا كان الساحر ذميّا، وكان سحره يضر المسلمين قتل لنقض العهد.
________________________________________
وأما الكاهن والعرّاف، فقال القاضي أبو يعلى: حكمهما حكم الساحر. وخالفه ابن عقيل، فقال: غاية ما يدعي الكاهن أنه تكلمه الجن وهذا كذب، وليس لنا كذب يوجب الكفر والقتل إلا الكذب في أمر الشرائع، إلا أن يقول: إني أعلم الغيب.
فأما القائل بزجر الطير، والنجوم، والحصى، أو الشعير والقداح التي يتخذها المعزمون، يدعون أنها عندهم عزائم، يستحضرون بها الجان، فكلهم أهل ضلال، ويجب تعزيرهم، فإن اعتقدوا أن هذا طريق لعلم ما يكون قبل كونه، وجب تكفيرهم.
قال: وأما لعب النساء بالحصى، والشعير، وما شاكل ذلك من الأمور التي تجعلها كالفأل لاستعلام حال الغائبين من الأهل، وحال الأزواج، وفيه ضرب من السحر، فإنهنّ يذكرن فيه القلب، والفؤاد، وللأكراد الكفّ، ولبعض العراقيين القداح، والتعزيم عليها، فكل ذلك مكروه جداً، والإدمان لها يوجب الفسق، ومن عرف بها لم تقبل شهادته، وكذلك الأرجوحة، والتعلّق عليها، والترجيح فيها، مكروه، ولا تقبل شهادة المدمن له.
قال المصنف رحمه الله ـــ: قلت: وفي معنى الكاهن المنجِّم، فإنه يدعي علم الغيب، وقد صار أكثر أهل زماننا لا يسافرون، ولا يلبسون ثوباً، ولا يعملون عملاً إلا بقول المنجم.
واعلم أن علم النجوم على ضربين:
* أحدهما: مباح، وتعلّمه فضيلة، وهو العلم بأسماء الكواكب ومطالعها، ومساقطها، وسيرها في منازلها، والاهتداء بها إلى القبلة وغيرها من الطرق.
* والثاني: محظور، وهو ما يدعيه المنجمون من الأحكام.
وقد روى علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلّم «يا علي لا تجالس أصحاب النجوم».
________________________________________
وقال مسافر بن عوف، لعلي بن أبي طالب وهو في سفر: لا تسر في هذه الساعة لأنك إن سرت فيها، أصابك وأصحابك بلاء، وإن سرت في الساعة التي آمرك بها ظفرت. فقال علي ـــ عليه السلام ـــ: ما يحمد منجم، هل تعلم ما في بطن فرسي هذه؟ قال: إن شئت علمت. قال: من صدقك بهذا القول، كذب بالقرآن، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاْرْحَامِ} (لقمان: 34)، والله لئن بلغني أنك تنظر في النجوم، لأخلدنك السجن.

الباب الثاني والخمسون في ذَمِّ الزنى وبَيان إثْمه
أخبرنا عبد الأول بإسناده إلى عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّمقال: «يا أمة محمد، ما أجد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني».
وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني، فانطلقت معهما، فإذا بيت مبني على بناء التنور، أعلاه ضيق، وأسفله واسع، توقد تحته نار، فيه رجال ونساء عراة، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، فقلت: ما هذا؟ قالا: هم الزناة».
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بإسناده إلى أنس ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إن أعمال أمتي تعرض عليّ في كل يوم جمعة، واشتد غضب الله على الزناة».
أخبرنا عبد الله بن علي بإسناده إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان، فإذا تاب ردّ عليه».
وعن أبي موسى: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدِّق بالسحر، ومن مات مدمناً للخمر سقاه الله من نهر الغوطة. قال: نهر يجري من فروج المومسات، يؤذي أهل النار ريح فروجهن».
________________________________________
وروى الهيثم بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحلُّ له».
وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «إياكم والزنى، فإن في الزنى ست خصال، ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة، فأما اللواتي في دار الدنيا: فذهاب نور الوجه، وانقطاع الرزق، وسرعة الفناء، وأما اللواتي في الآخرة: فغضب الرب، وسوء الحساب، والخلود في النار، إلا أن يشاء الله».
وعن مالك بن دينار قال: مكتوب في التوراة: امرأة حسناء لا تحصن فرجها كمثل خنزيرة على رأسها تاج في عنقها طوق من ذهب، يقول الناس: ما أحسن هذا الحلي وأقبح هذه الدابة.
وبلغنا أن بعض الملوك رأى امرأة في صحراء فسامها نفسها، فقالت: أيها الملك: إن المرأة مطبوعة على أربعة أجزاء من الإنسانية، فإذا افتضّت ذهب جزء من إنسانيتها، فإذا حملت ذهب جزء آخر، فإذا وضعت ذهب آخر، فإذا زُنِيَ بها خرجت من حدّ الإنسانية وقد أتيت على هذه الثلاثة، وأنا أعيذ الملك بالله أن يخرجني من حدِّ الإنسانية. فرقّ لها وتركها.

الباب الثالث والخمسون في بَيان ما تصنعُ المرأة إذا زَنَتْ
إذا زنت المرأة وجب عليها أن تتوب مما فعلت، وتتعلل على زوجها، فتمتنع من أن يقربها، إلى أن تستبرىء نفسها، وإن علم وجب عليه أن يكف عنها حتى يستبرئها.
وقد اختلفت الرواية عن أحمد في عدة المزني بها، والمشهور أن عدتها: عدة المطلقة. وحكى أبو علي بن أبي موسى رواية أخرى أنها تُستبرأ بحيضة. وعن الإمام أحمد بن حنبل قال: من فجر بامرأة ذات بعل، ولم يكن الزوج قد اطلع على ذلك، فلا تُعلم زوجها، بل تستر على نفسها، وتتوب، وتستغفر، ولتهب صداقها لزوجها.

فصل (فيمن زنا بامرأة ثم تزوّجها)
ومن زنى بامرأة ثم أراد أن يتزوجها، فمن شرط صحة نكاحه لها، أن يتوبا جميعاً من الزنى.
________________________________________
وقد روينا عن ابن عباس أنه اعتبر التوبة، وزاد في الاحتياط بأن قال: يختبرها، بأن يدسّ عليها من يراودها عن نفسها، فإن أبت تحققت التوبة.
وتجب العدة من الزنى، فإذا انقضت عقد عليها، وقد روى إسحاق بن إبراهيم بن هانىء، عن أحمد بن حنبل أنه سئل عن الرجل يفجر بالمرأة، ثم يتزوجها، قال: لا يتزوجها حتى يعلم أنها قد تابت، قلت: وما علمه بذلك؟ قال: يريدها على ما كان أرادها عليه، فإن امتنعت فقد تابت، وإن طاوعته لم يتزوجها.
وقال: وسئل عن الرجل يفجر بأخت امرأته: قال: يعتزل امرأته حتى تنقضي عدة التي فجر بها، إن كانت ممن تحيض، فثلاث حيض، وإن لم تكن ممن تحيض، فثلاثة أشهر، ولا يجمع ماؤه في أختين.

فصل (في حمل المرأة من الزنا)
ويزيد على الزنى في فحشه، ويتضاعف قبحه، أن تحمل المرأة من الزنى، فتلحق الحمل بزوجها.
أخبرنا المبارك بن علي بن الحصين، بإسناده إلى أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: حين نزلت آية الملاعنة: «أيما امرأة أدخلت على قوم نسباً ليس منهم، فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده، وهو ينظر إليه، احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين».
أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ بإسناده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «اشتد غضب الله عز وجل على امرأة تدخل على قوم مَن ليس منهم ليشركهم في أموالهم، ويطلع على عوراتهم».
وعن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «اشتد غضب الرب عز وجل على امرأة ألحقت بقوم نسباً ليس منهم ليشركهم في أموالهم، ويطلع على عوراتهم».

الباب الرابع والخمسون في تَحْريمِ السُّحاق بينَ النساء
________________________________________
عن واثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك ـــ رضي الله عنهما ـــ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا تذهب الدنيا حتى يستغني الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، والسحاق زنى النساء بينهن».
قال الآجري: حدثنا أحمد بن الحسن بإسناده إلى واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «سَحاقُ النساءِ زنى بينهنَّ».
وأخبرنا عمر بن هدية الصواف بإسناده إلى زر بن حبيش، عن أبي بن كعب قال: «قيل لنا أشياء تكون في هذه الأمة عند اقتراب الساعة، فمنها نكاح الرجل امرأته أو أمته في دبرها، وذلك مما حرَّم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحاً».
قال ابن عقيل: «إذا عرف في النساء حب السحاق منعن خلوة بعضهن ببعض، والسحاق زنى لكنه لا يوجب الحد، بل التعزير، لأنه من غير إيلاج، فهو كوطء الرجل الرجل دون الفرج».

الباب الخامس والخمسون في النهي عن أنْ تُباشِر المرأةُ المرأةَ في ثوبٍ واحد
عن جابر ـــ رضي الله عنه ـــ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم «ينهى أن يباشر الرجل الرجل في ثوب واحد، والمرأة المرأة في ثوب واحد».

الباب السادس والخمسون في نَهْيِ المرأة أنْ تصفَ المرأةَ لزوجها
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا تباشر المرأة المرأة، تنعتها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها».
واعلم أنه إنما نهي عن هذا لأن الرجل إذا سمع وصف المرأة، تحركت همّته، واشتغل قلبه، والنفس مولعة بطلب الموصوف بالحسن، فربما كانت الصفة داعية إلى تطلب الموصوف، وربما وقع من اللهج بالطلب لذلك ما يقارب العشق.

الباب السابع والخمسون في تحريمِ التبرُّجِ وإظْهار الزينةِوإبراز المحاسنِ وكلّ ما يستدعي شَهْوة الرجل
________________________________________
وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَهِلِيَّةِ الاْولَى} (الأحزاب: 33)، وقد اختلف المفسرون في ذلك التبرّج، فقال مجاهد: كانت المرأة في الجاهلية الأولى تخرج، فتمشي بين الرجال، فذلك التبرج.
وقال قتادة: هي مشية فيها تكسر وتغنّج. وقال ابن أبي نجيح: هو التبختر. وحكى الفراء: أنه لبس الثياب الخفاف التي تصف الجسد.
قال المصنف رحمه الله: قلت: نفس خروج المرأة من بيتها ومشيها في الطريق فتنة، فإذا تصنعت في مشيتها لتري محاسنها زاد في الشرك حبل.

الباب الثامن والخمسون في أَجر المُتَسرْبِلات من النساء
عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «رحم الله المتسربلات من النساء».
وعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلّمعلى باب من أبواب المسجد، مرت امرأة على دابة، فلما جازت بالنبي صلى الله عليه وسلّمعثرت بها، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلّموتكشفت فقيل: يا رسول صلى الله عليه وسلّم إنَّ عليها سراويل. فقال: «رحم الله المتسرولات».

الباب التاسع والخمسون في النَّهْي عن تشبُّهِ المرأة بالرجل
عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلّمالمخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، قال: قلت له: وما المترجلات من النساء، قال: «المتشبهات من النساء بالرجال».
وعن ابن عباس أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لعن الواصلة والموصلة، والمتشبهات من النساء بالرجال».
وعن نافع قال: كان ابن عمر، وعبد الله بن عمرو، عند بني المطلب إذ أقبلت امرأة تسوق غنماً، متنكبة قوساً، فقال عبد الله بن عمر: أرَجُل أنت أم امرأة؟ فالتفتت إلى ابن عمر فقال: إن الله عز وجل لعن على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلّمالمتشبهات بالرجال من النساء، والمتشبهين من الرجال بالنساء.
________________________________________
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أنه ذكر لها أن امرأة تنتعل أو انتعلت، فقالت: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلّمالرَجُلَة من النساء.
وعن أبي سعيد الخدري ـــ رضي الله عنه ـــ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلّمالمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.
وعن أبي هريرة قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلّممخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، وراكب الفلاة وحده».
قال أحمد بن حنبل ـــ رحمه الله ـــ حدثنا أبو عامر بإسناده إلى أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلّملعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل.

الباب الستون في تخويف النساء من الذنوب وإعلامهنَّ أنهنَّ أكثر أهل النار
عن أسامة بن زيد ـــ رضي الله عنهما ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّمقال: «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها من المساكين، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء».
وعن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ أن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء».
وعن جابر بن عبد الله قال: «شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّمفصلى قبل أن يخطب، وصلّى بغير أذان ولا إقامة، قال: فوعظ الناس، وذكرهم، ثم أتى النساء ومعه بلال، فوعظهن، وذكّرهن، وأمرهن بالصدقة، وقال: «إن في الجنة منكن ليسيراً». قال: فقالت امرأة: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير».
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّمللنساء: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم». فقامت امرأة من سطة النساء، سفعاء الخدين، فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «لأنكن تكثرن الشكاة أو اللعن، وتكفرن العشير».
________________________________________
وعن زينب قالت: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّمفقال: «يا معشر النساء تصدقن، ولو من حليكنّ، فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة».
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «رأيت النار، ورأيت أكثر أهلها النساء»، قالوا: لِمَ يا رسول الله، قال: «لكفرهن»، قال: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط».
وعن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإنكن أكثر أهل النار»، قالت امرأة: وما لنا أكثر أهل النار؟ قال: «لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير».
وعن أبي سعيد الخدري ـــ رضي الله عنه ـــ قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّمفي أضحى أو فطر إلى المصلّى، فصلّى ثم انصرف، فقام فوعظ الناس، وأمرهم بالصدقة، فقال: «أيها الناس تصدّقوا»، ثم انصرف. فمرّ على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار»، فقلن: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن».
وعن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّمانصرف من الصبح يوماً، فأتى النساء فوقف عليهن، فقال: «يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقل ودين أذهب لعقول ذوي الألباب منكنّ، وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار. فتقربن إلى الله تعالى ما استطعتن».
وعن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: كنا مع عمرو بن العاص في الحج أو عمرة فإذا امرأة قد أخرجت يدها، عليها خواتمها، قد وضعت يدها على هودجها، فعدل، فدخل شعباً فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّمفي هذا فإذا غربان كثيرة، وإذا فيها غراب أعصم، أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا يدخل الجنة من النساء، إلا كقدر هذا الغراب في هذه الغربان».
________________________________________
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّمقال: «إن المرأة المؤمنة كالغراب الأصم في الغربان، وإن النار خلقت للسفهاء، وإن النساء من السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج».
قلت: أما الغراب الأعصم ففيه قولان:
أحدهما: أنه الأبيض اليدين، ومنه قيل للوعول: عصم، لبياض أيديها، قاله أبو عبيدة.
والثاني: أنه الأبيض الجناحين، قاله: النضر بن شميل.
وأما القسط، فقال الخطّابي: المراد به الإناء الذي توضئه فيه، فقال: والقسط نصف صاع. وأما السراج، فقال بقية بن الوليد: هي التي تقوم على رأس زوجها بالسراج توضئه بالماء.
وعن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «إن الفساق أهل النار»، قيل: يا رسول الله، ومَن الفسّاق؟ قال: «النساء»، قال رجل: يا رسول الله، أوَلسن أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا، قال: «بلى، ولكنهنّ إذا أعطين لا يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن».

الباب الحادي والستون في تحذير النساء من مجالس القُصَّاص وما تجلب من المِحَن، وأحداث السوء، ومؤاخاة الرجال النساء، ومصافحتهنَّ، وغير ذلك من المنكرات
أما أفعالهن الظاهرة القبيحة فكثيرة، ولهن مقابح يحتقرنها، وهي عظائم، كالصرير في الخف، والخروج بغير إذن الزوج، وسوء المعاشرة له، والسرقة من ماله، والتدليس في القطن بدقّ الخشن منه ليتوهم أنه ناعم، وتنديته، والخروج إلى المقابر، فإذا أفلحن وتركن ذلك، حضرن أوقات الصوفية المتضمنة للغناء والطرب والرقص واللعب، وتخريق الثياب على الوجد، وتفريقها بعد تخريقها، والنظر إلى الشباب. وغير ذلك من الأسباب المفسدة لقلوبهن على أزواجهن المغيّرة لدينهن.
________________________________________
فإذا حضرن مجالس القُصَّاص، فأكثرها يجري فيها المنكر من إنشاد القصاص أشعار العشق والغزل، وتلحين القراء القرآن، ونحو ذلك مما يوجب الطرب، ويثبت في القلب الهوى، وربما أنشدوا الأشعار الواصفة للبلى وأحوال الموتى، فيهيجون قلوب السامعين، ويخرجونهم من الصبر إلى الجزع، وكل ذلك من القبائح المفسدة. وربما قالت المرأة: أنا ألبس قميصاً من يد الواعظ، وأصير بنتاً له. وبلغنا أن قوماً من المتزهدين يؤاخون النساء، ويخلون بهن، ويصافحونهن، وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّمأنه ما صافح امرأة أجنبية، وكل هذا مخرج إلى الفساد والقبيح، وقد ذكرت في كتابي «تلبيس إبليس» طرفاً من هذا.

الباب الثاني والستون في الأمرِ بالتزويج، وفَضْلِ النكاح
عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّمشباباً ليس لنا شيء، فقال: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإن الصوم له وجاء».
وروى جابر ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّمأنه قال: «أيما شاب تزوج في حداثة سنّه عج شيطانه، يا ويله عصم مني دينه».
وعن علقمة عن عثمان قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّمعلى فتية من قريش، وأنا فيهم فقال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإن لم يستطع فليصم، فإن الصوم له وجاء».
قال المصنف رحمه الله: هذا الحديث رواه خالد الحذاء، وسعيد بن أبي عروبة، ويونس بن عبيد، جميعاً عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة، وأسنده.
وعن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلّم والصحيح أنه مسند عن عبد الله بن مسعود. قال البغوي: حدثني أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن حديث أبي معشر هذا، فقال: خطأ الأعمش.
________________________________________
حدثنا شيبان قال: ثنا أبو عوانة، عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبد الله لعثمان: لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم «يا معشر الشباب»، وذكر الحديث.
هذا هو الصحيح، وهو مخرّج في «الصحيح» على ما ذكرناه في أول الباب، والمراد بالباءة: النكاح. والوجاء: رضّ الأنثيين من الفحل، فكأنه أراد أن الصوم يقطع شهوة النكاح كما يفعل الوجاء.

الباب الثالث والستون في الأمرِ بتزويِج البنت إذا بلغتْ
عن علي بن أبي طالب ـــ عليه السلام ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّمقال: «ثلاث يا علي لا تؤخرهن، الصلاة إذا آنت، والجنازة إذا حضرت، والأيّم إذا وجدت كفؤاً».
وعن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «من أدرك له ولد وقد بلغ النكاح، وعنده ما يزوِّجه فلم يزوِّجه فأحدث، فالإثم بينهما».
وعن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «ما من شيء خير لامرأة من زوج أو قبر».
وعن عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ـــ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: «مكتوب في التوراة من بلغتْ له ابنةُ اثنتي عشرة سنة فلم يزوجها، فأصابت إثماً، فإثم ذلك عليه».
وعن زيد بن أسلم قال: قال عمر بن الخطاب: زوّجوا أولادكم إذا بلغوا، لا تحملوا آثامهم.
وعن الحسن قال: بادروا نساءكم التزويج، فإنَّ التسويف مغلمة لهن.
وعن ابن أبي نصر العطار قال: سمعت محمد بن سليمان قال: قال حاتم: كان يقال: «العجلة من الشيطان إلا في خمس: إطعام الطعام إذا حضر ضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدَّيْنِ إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب».

فصل (في أنّ المرأة تحب ما يحّب الرجل)
واستحب لمن أراد تزويج ابنته أن ينظر لها شاباً مستحسن الصورة، لأن المرأة تحب ما يحب الرجل.
________________________________________
عن الزبير بن العوام ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «يعمد أحدكم إلى ابنته فيزوجها القبيح الذميم، إنهن يردن ما تريدون».
وعن عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ـــ قال: «لا تنكحوا المرأة الرجل القبيح الذميم، فإنهن يحببن لأنفسهن ما تحبون لأنفسكم».

فصل (في أنه لا ينبغي لوالدي المرأة أنْ تميل إلى إيثارهم)
ولا ينبغي لوالدي المرأة، ولا لجميع أهلها أن يطلبوا منها الميل إلى إيثارهم أكثر من ميلها إلى زوجها، فإنها تميل إلى زوجها بالطبع، وقد أخبر عنها الشارع بذلك، فلتعذر في ذلك.
عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله عن أبيه عن حمنة بنت جحش أنها قيل لها: قتل أخوك. فقالت: رحمه الله {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رجِعونَ} (البقرة: 156). قالوا: قُتل زوجك. فقالت: واحزناه، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم «إنَّ للزوج من المرأة لشعبة ما هي لبشر».

الباب الرابع والستون في وجوبِ طاعةِ الزوج، وحقّه على المرأة
عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم«لا تمنع المرأة زوجها حاجته وإن كان على ظهر قتب، وإن كانت على ظهر قتب».
وعنه أيضاً قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّمرجل، فقال: الرجل منّا تكون له الحاجة إلى امرأته فقال: «ليس لها أن تمنعه. وإن كانت على رأس تنور».
وعنه أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: «إن دعا الرجل زوجته فلتأته، وإن كانت على التنُّور».
وعن حصين بن محصن عن عمّةٍ له أتت النبي صلى الله عليه وسلّمفي حاجةٍ لها، ففرغت من حاجتها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أذات زوج أنت؟» قالت: نعم. قال: «فكيف أنت له»؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: «انظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك».
________________________________________
وعن قيس بن سعد بن عبادة قال: أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لأساقفتهم ورهبانهم، فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلّمقلت: يا رسول الله، أنت أحق أن نسجد لك، فإني رأيتهم يسجدون لرهبانهم وأساقفتهم. فقال: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
وعن معاذ بن جبل ـــ رضي الله عنه ـــ أنه لما رجع من اليمن قال: يا رسول الله، رأيت رجالاً باليمن يسجد بعضهم لبعض، أفلا نسجد لك؟ قال: «لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
وعن فضال بن جبير قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّميقول: «لو جاز لأحد أن يسجد لأحد من دون الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها».
وعن أنس بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح، والصديد، ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه».
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّمكان في نفر من المهاجرين والأنصار، فجاء بعير، فسجد له، فقال أصحابه: يا رسول الله، تسجد لك البهائم والشجر، فنحن أحق أن نسجد لك، فقال: «اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أصفر، كان ينبغي لها أن تفعل».
(وعن أبي عبد الله الشامي) عن تميم الداري ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «حق الزوج على زوجته أن تطيع أمره، وأن تبر قسمه، ولا تهجر فراشه، ولا تخرج إلا بإذنه، ولا تدخل عليه من يكره».
________________________________________
وعن ابن عمر قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلّمفقالت: يا رسول الله، ما حقُ الزوج على الزوجة؟ قال: «لا تتصدّق من بيته بشيء إلا بإذنه، فإن فعلت، كان له الأجر، وعليها الوزر»، قالت: يا رسول الله، ما حق الزوج على الزوجة؟ قال: «لا تصوم يوماً إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الله، وملائكة الرحمة، وملائكة الغضب، حتى تفيء أو ترجع».
وقد روي هذا الحديث من طريق ابن عباس أيضاً، عن عطاء عن ابن عباس قال: سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلّمقالت: ما حق الرجل على المرأة قال: «لا تمنعه نفسها، وإن كانت على رأس قتب»، قالت: وما حق الرجل على امرأته؟» قال: «لا تصوم يوماً تطوعاً إلا بإذنه، فإن فعلت أثمت ولم يتقبل منها»، قالت: وما حق الرجل على امرأته؟ قال: «لا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة الرحمة، وملائكة الغضب حتى تتوب وترجع»، قالت: لا جرم، والله لا يملك على أمري رجل أبداً.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «نساؤكم أهل الجنة، الودود، الولود، التي إذا أذت أو أُوذيت، أتت زوجها حتى تضع يدها في كفه فتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى».
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: «يا معشر النساء، لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن، لجعْلتُ المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بحرّ وجهها».
وعن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قالت ابنة سعيد بن المسيب: ما كنا نكلِّم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم.
وعنه أيضاً قال: قالت امرأة سعيد بن المسيِّب: ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم، أصلحك الله، عافاك الله.

فصل (في أنّ المرأة كالمملوك للزوج)
________________________________________
وينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج، فلا تتصرف في نفسها ولا في ماله إلا بإذنه، وتقدم حقّه على حقّ نفسها، وحقوق أقاربها. وتكون مستعدة لتمتعه بها بجميع أسباب النظافة، ولا تفتخر عليه بجمالها، ولا تعيبه بقبيح إن كان فيه.
قال الأصمعي: دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها رجل قبيح، فقلت لها: كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثله؟ فقالت: لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه، فجعلني ثوابه، ولعلي أسأت، فجعله عقوبتي.
وينبغي للمرأة أن تصبر على أذى الزوج كما يصبر المملوك، وقد رُوِّيْنا أن عبد الملك بن مروان وصفت له جارية اجتمعت فيها مناقب، فلما حضرت سألها عن حالها، فقالت: إني لا أنس نفسي أني لك مملوكة. فقال: هذه المنقبة تساوي جميع الثمن.

فصل (في بيان حقّ الزوج ووصايا الوالدين)
وينبغي لأبوي المرأة خصوصاً الأم أن تعرِّفها حق الزوج، وتبالغ في وصيتها، عن عمرو بن سعيد قال: كان في عليّ شدّة على فاطمة ـــ سلام الله عليهما ـــ فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فانطلق عليّ، فقام حيث يسمع كلامها، فشكت غلظ عليّ عليها، وشدته، فقال: يا بنيّة استمعي واسمعي واعقلي، فإنه لا امرأة لا تأتي هوى زوجها، وهو ساكت، قال عليّ: فرجعت، فقال: (والله لا آتي شيئاً تكرهينه أبداً، فقالت: والله لا آتي شيئاً تكرهه أبداً).
قال القرشي: وحدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثني بشر أبو نصر أن أسماء بن خارجة زوّج ابنته، فلما أراد أن يهديها إلى زوجها، أتاها فقال: يا بنية، إنّ النساء أحق بأدبك مني، ولا بد لي من تأديبك، كوني لزوجك أمة يكن لك عبداً، ولا تدني منه فيملّك، ولا تباعدي منه فتثقلي عليه، ويثقل عليك، وكوني كما قلت لأمك:
خُذي العفوَ منّي تَسْتديمي مودَّتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ
________________________________________
فإنّي رأيتُ الحبَّ في القلبِ والأذى
إذا اجتمعا، لم يلبث الحبّ يذهبُ
قال القرشي: وحدثني إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا غسان قال: ثنا سعيد بن يزيد، أن أبا الأسود الدؤلي زوّج ابنه له، فأتته الجارية فقالت: يا أبت إني لم أن أحب أن أفارقك، فأما إذ زوجتني فأوصني. قال: إنك لن تنالي ما عنده إلا باللطف، واعلمي أنَّ أَطْيب الطيب الماء.
وعن أبي عبيدة قال: زوَّج رجل من العرب أربع بنات له، فزار أولاهن فقال: كيف ترين بعلك يا بنيّة؟ فقالت: السهل بأرض محل، إن سألت أعطى، وإن سكت ابتدأ من غير مَنّ ولا أذى. فقال: أي بنية، رزقته بجدّك لا بكدّك.
ثم زار الثانية، فقال: أي بعل بعلك؟ فقالت: جبار عنيد، من الخيرات بعيد، لا توقد له نار، ولا يؤمن له جار. فقال: أي بنيّة، صبَّتْ عليك بليَّة، فليكن الصبر منك سجيّة حتى تأتيك المنيّة.
ثم زار الثالثة فقال: كيف زوجك؟ فقالت: ذو خلق نزق، وشر غلق، يجود لي في الغنى، ويحرمني إذا افتقر. فقال: أي بنية، تذمّين وتحمدين، وكذا الدهر يكون حين وحين، ويحمل الغث والثمين.
ثم زار الرابعة فقال: أي بعل بعلك؟ فقالت: ذو خلق جميل، ورأي أصيل، مقبل على أهله، متكرم في رحله. فقال: أي بنية، رزقتيه ماجداً، فامنحيه ودّك، وألطفيه جهدك.
وعن عبد الملك بن عُمَيْر قال: لما زوّج عوف بن محلِّم الشيباني ابنته أم إياس بن الحارث بن عمرو الكندي، فجهزت، وحضرت لتحمل إليه، دخلت عليها أمها أمامة لتوصيها فقالت: يا بنية، إنَّ الوصية لو تركت لفضل في الأدب أو مكرمة في الحسب لتركت ذلك منك، ولزويتها عنك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، أي بنيّة، لو استغنت المرأة عن زوجها بغنى أبيها، وشدّة حاجتها إليه، لكنت أغنى الناس عنه، إلا أنهنّ خُلقن للرجال، كما لهن خُلق الرجال.
________________________________________
أي بنيّة، إنك قد فارقت الجوّ الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، أصبح بملكه عليك مليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً.g
احفظي له خصالاً عشراً، تكن لك دركاً وذكراً.
أما الأولى، والثانية: فالصحبة له بالقناعة، والمعاشرة له بحسن السمع والطاعة، فإنّ في القناعة راحة القلب، وفي حسن السمع والطاعة رضى الرب.
وأمّا الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع أنفه، والتعاهد لموضع عينه، فلا تقع عينه منك على شيء قبيح، ولا يشمّ أنفه منك إلا أطيب ريح، وإن الكحل أحسن الحسن الموجود، والماء أطيب المفقود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعاهد لموضع طعامه، والتفقّد له حين منامه، فإنَّ حرارة الجوع ملهبة، وإنّ تنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالإرعاء على حشمه وعياله، والاحتفاظ بماله، فإنَّ أصل الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على الحشم والعيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له في حال أمراً، فإنك إنْ أفشيت سره، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، ثم اتقي يا بنيّة الفرح لديه، إذا كان ترحاً، والاكتئاب إذا كان فرحاً، فإنَّ الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشدّ ما يكون لك إكراماً، أشد من تكونين له إعظاماً، وأشدّ ما تكونين له موافقة، وأطول ما تكونين له مرافقة، واعلمي يا بنية، أنك لن تصلي إلى ما تحبين منه حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت، والله يخيِّر لك ويحفظك. فحملت إليه، فعظم موقفها منه، فولدت له الملوك الذي ملكوا بعده.
قال المصنّف رحمه الله: وقد رويت لنا هذه الحكاية مبسوطة، فقد روى أبو روق الهمداني، عن أبي حاتم السجستاني قال: قالوا: كان ملك من ملوك اليمن يقال له: الحارث بن عمرو الكندي بلغه أنَّ ابنة لعوف الكندي أنها ذات جمال وكمال، فبعث إلى امرأة من قومها يقال لها: عصام.
________________________________________
فقال: إنه بلغني عن بنت عوف جمال وكمال، فاذهبي واعلمي لي عليها. فانطلقت حتى دخلت على أمها، وهي أمامة بنت الحارث، فأخبرتها، ما جاءت له، وإذا أمها كأنها خاذل من الظباء، وحولها بنات لها، كأنهن شوادن الغزلان.
فأرسلت إلى ابنتها فقالت: يا بنية، إنَّ هذه خالتك أتتك لتنظر إلى بعض شأنك، فاخرجي إليها، ولا تستتري عنها بشيء، وناطقيها فيما استنطقتك فيه. فدخلت عليها، ثم خرجت من عندها، وهي تقول: تَركَ الخداعَ مَنْ كشفَ القناعَ، فأرسلتها مثلاً.
فلما جاءت إلى الحارث قال: ما وراءك يا عصام؟ قالت: أيها الملك، صرح المخضي عن الزبد ـــ فأرسلتها مثلاً، ثم قالت: أقول حقاً، وأخبرك صدقاً، لقد رأيت وجهاً كالمرآة المضيئة يزينه شعر حالك، كأذناب الخيل المضفورة إنْ أرسلته خلته سلاسل، وإن مشطته خلته عناقيد كرم جلاها وابل.
لها حاجبان، كأنما خطا بقلم، أو سُوِّدا بحمم، قد تقوسا على مثل عيني الظبية العَبْهرة، التي لم تر قانصاً، ولم يذعرها قسورة ببهتان المتوسم، بينهما أنف كحد السيف المصقول، لم يخنس به قصر، ولم يمعن به طول، حفَّت به وجنتان كالأرجوان في بياض محض كالجمان، شق فيه فم لذيذ الملثم، فيه ثنايا غر، وأسنان كالدر، ذات أشر، ينطق فيه لسان ذو فصاحة وبيان، يحركه عقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي دونه شفتان حمروان، كأنهما في لين الزبد يحملان ريقاً كالشهد، نصب ذلك على عنق أبيض، كأنه إبريق فضة.
لها صدر كصدر التمثال، مدت فيه عضدان مدمجتان ممليتان لحماً، مكسوتان شحماً، متصلة بهما ذراعان ما فيهما عظم يمس، ولا عرق يجس عصبتهما، يعقد إن شئت منهما الأنامل، وتركب الفصوص في حفر المفاصل.
نتأ في ذلك الصدر ثديان يخرقان عليها ثيابها، ويمنعانها أن تقلد سخاباً، أسفل من ذلك بطن، طوي كطي القباطي المدمجة كسي عكناً كالقراطيس المدرجة، كمدهن العاج.
________________________________________
لها ظهر فيه كالجدول، ينتهي إلى خصر لولا رحمة ربك لانبتر لها كفل، يكاد يقعدها إذا نهضت، وينهضها إذا قعدت، كأنه حقف من الرمل، لبده سقوط الطل، أسفل من ذلك فخذان لفاوان، كأنما نصبا على نضد جمان، متصلة بهما ساقان بيضاوان خدلجتان حمل ذلك كله قدمان كحذو اللسان، تبارك الله، مع لطافتهما كيف يطيقان حمل ما فوقهما.
وأما ما سوى ذلك، فإني تركت نعته ووصفه لوقته، إلا أنه أكمل وأحسن مما وصف في شعر أو قول.
قال: فبعث إلى أبيها، فخطبها إليه، فزوّجها إياه، فبعث إليها من الصداق بمثل مهور نساء الملوك مائة ألف درهم، وألف من الإبل، فلما حان أن تحمل إليه، دخلت إليها أمها لتوصيها، فقالت: أي بنية، إنَّ الوصية لو تركت لعقل أو أدب أو مكرمة في حسب، لتركت ذلك منك، ولزويته عنك.
ولكن الوصيّة تذكرة للعاقل، ومنبهة للغافل. أي بنيّة، إنه لو استغنت المرأة عن زوجها بغنى أبيها، وشدّة حاجتها إليه، لكنت أغنى الناس عن الزوج، ولكن للرجال خُلِق النساء، كما لهن خُلِق الرجال.
أي بنيّة: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، والوكر الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك ملكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً.
واحفظي عني خصالاً عشراً تكن لك دركاً وذخراً:
فأما الأولى والثانية: فالمعاشرة له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وحسن السمع والطاعة رأفة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا أطيب ريح، واعلمي أي بنية، أن الماء أطيب الطيب المفقود، وأن الكحل أحسن الحسن الموجود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله والرعاية على حشمه وعياله، فإنّ الاحتفاظ بالمال من حسن التقدير، والرعاية على الحشم والعيال من حسن التدبير.
________________________________________
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره، لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، واتقي الفرح لديه إن كان ترحاً، والاكتئاب إذا كان فرحاً، فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، واعلمي أنك لن تصلي إلى ذلك منه حتى تؤثري هواه على هواك، ورضاه على رضاك، فيما أحببت وكرهت، والله يخير لك بخيرته، ويصنع لك برحمته.
فلما حملت إليه غلبت على أمره، وولدت له سبعة أولاد ملكوا بعده.

فصل (في السعي لطلب مرضاة الزوج)
وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجاً صالحاً يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته، أو تعرضت لما يكرهه أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها أو آثر غيرها، فإنه قد يجد، وقد لا تجد هي، ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع، فكيف للمكروه؟

الباب الخامس والستون في ثوابِ طَاعةِ الزوج
عن ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلّمفقالت: يا رسول الله، أنا وافدة الن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alshmari.yoo7.com
 
احكم النساء 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب احكام النساء
» رأي الطب والعلم في ختان النساء
» تابع كتاب احكام النساء
» النساء الجاسوسات .. فاتنات وذكيات لم يستطع الرجال مقاومتهن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع نعمان الشماري :: كتب الكترونيه-
انتقل الى: